بداية..هذا الموضوع من كتابتي و تأليفي وليس منقولا..و المعلومات التي سأذكرها هنا هي معلومات علمية بحتة..
أنا في قسم البيولوجي بكلية العلوم وأردت أن أفيدكم بخبرتي المتواضعة في مجال الهندسة الوراثية..
في البداية يجب أن نتعرض لبعض النقاط:
1- نعلم جميعا أن المسئول عن توريث الصفات من الكائن الحي إلى ابنه أو مولوده هو شريط الDNA
2-نظرية العالم لامارك Lamarck : الصفات المكتسبة تورث إلى أجيال الكائن (بمعنى أنه إذا اكتسب الكائن في حياته بعض الصفات تكتسبها أطفاله) و هذه الصفات يمكن أن تكون مناعة ضد بعض الأمراض وتحمل للحرارة أو البرودة أو تحمل لقلة الغذاء أو تحمل زيادة الأمونيا...
3- شريط الDNA يتأثر بعدة عوامل ما يهمنا منها هي درجة الحرارة و الحامضية pH و الإشعاع
4-نظرية الانتخاب الطبيعي:تقرر الطبيعة أنه ما يبقى ويعيش من الكائنات الحية في أي مجموعة منها هو أقواها و أكثرها تحملا لدرجات الرارة و التلوث والأمراض و أضعفها يموت..
تذكرو تلك النقاط جيدا لأننا سنستخدمها في موضوعنا...
أولا: الحفاظ على أكبر كمية ممكنة من السمك حديث الولادة:
من الأسباب التي تؤدي إلى موت الكثير من ولد السمك هو درجة الحماضية pH للماء الذي وضع البيض فيه أو ولد السمك فيه..و درحة الحامضية هنا مهمة جدا للأسماك التي تبيض لأن البيضة عبارة عن خلية مخصبة وبها نفاذية عالية للماء و بالتالي فإن الماء يعبر جدارها و يدخل بها و يؤثر على الDNA الخاص بها كالتالي :
**إذا كان الpH للماء مرتفع (أي أن الماء قلوي) فإن ذلك يؤدي إلى الوفاة الفورية للبيضة...
**إذا كان الpH للماء منخفض (أي أن الماء حامض) فإن ذلك يؤدي إلى ظهور التشوهات و العيوب الخلقية في السمك و بعضها يموت
إذن فالأنسب للأسماك حديثة الولادة هو الpH المتعادل...
ولكن...كيف نحصل على الpH المتعادل؟؟
لقياس الpH نستخدم في المعامل بعض الكيماويات التي تضر السمك..لكن يمكن قياسه بواسطة وضع ورقة من زهرة تباع الشمس (لا يصح أن نقول عباد الشمس لأن الله هو المعبود الأوحد) ونرى تغير لونها
-إذا تغير لونها للأحمر فإن الماء حامضي
-إذا تغير لونها للأزرق فإن الماء قلوي
وأسهل وسيلة للحصول على الpH المتعادل هو غلي الماء لترسيب الأملاح المسببة لارتفاع أو انخفاض الpH
ومن المؤثرات أيضا على بقاء ولد السمك حيا هي درجة الحرارة...
فليسأل كل منكم نفسه سؤالا
هل كان أحدكم وهو صغير يتحمل درجات الحرارة المرتفعة أو البرودة القارسة كما يتحملها الآن؟؟؟؟
كذلك السمك..
عندما يكون صغيرا لا يتحمل أي ظروف صعبة كما يتحملها الكبير لأنه لم يكتسب الصفات المورثة بعد...
لذلك فإن درجة الحرارة المثلى التي تتحملها معظم الكائنات الحية بداية من البكتيريا انتهاء بالإنسان هي 25 درجة مئوية..
ثانيا: اكتساب الصفات المرغوبة والاستغناء عن الصفات الغير مرغوبة:
تبدأ هذه المرحلة بعد أسبوع من عمر السمكة حيث تبدأ السمكة في اكتساب الصفات التي تؤهلها للبقاء لأطول فترة ممكنة
هذه الصفات تمنحها إياها الطبيعة التي حولها أو تمنحها أنت كمربي للسمك
1- لا يصح أن تبقي درحة الحرارة في الحوض الذي يحتوي على صغار السمك ثابتة..إذ أن السمك يتأقلم على هذه الدرجة فقط و بمجرد أن بتعرض لدرجة حرارة أخرى عندما يكبر فإنه يموت فورا..لذك يجب بعد مرور أسبوع على ولادة أو فقس السمك و ثبات درجة الحرارة عند 25 أن تتغير درجة الحرارة يوميا بمعدل درجة مئوية لليوم الواحد (أي أنك ترفع درة الحرارة من 25 إلى 28 بمعدل درجة كل يوم ثم تخفضها إلى 23 بمعدل درجة كل يوم) وبالتالي ينتج عندك جيل يتحمل درجات الحرارة من 23 إلى 28 و هذه صفة غاية في الجمال لأن معظم أسباب وفاة السمك هي أنه يعتاد درجة حرارة واحدة فقط وهو صغير...
2-النباتات...كلمة السر لصحة الأسماك...في حوض السمك حديث الولادة يجب أن توجد كمية وافرة من النباتات..لأن النباتات بطبيعتها تحتوي على البكتيريا و الفنجس (قاتلة الأسماك)..ولكنها تكون ضعيفة لأن النبات يهاجمها دائما بمناعته القوية...فعندما تصاب هذه الأسماك بهذه البكتيريا والفنجس الضعيفة لا تموت إنما تشفى منها سريعا و تكتسب المناعة الأبدية ضدها...أليس هذا رائعأ؟؟
3-يجب أن تعلم السمك أن يعتاد الجوع و ألا يموت منه..لأنه قد يوجد سمكة ضعيفة لا تستطيع الوصول إلا لقدر قليل من الطعام..لذلك يمكنك تعويد صغار السمك على الجوع كالآتي: في الاسبوع الأول قدم لهم الطعام بالطريقة الاعتيادية..بداية من الأسبوع الثاني ضع لهم الطعام وعندما يبدأون الأكل اسحب الطعام بالشبكة وقدمه لهم بعد ساعة..و بعد 4 أيام قدمه لهم بعد ساعتين ثم استمر على هذا النظام لمدة أسبوعين..
4-يجب أن يعتاد السمك زيادة نسبة الأمونيا دون أن تضره..و ذلك عن طريق تباعد فترات تنظيف الفلتر و تغيير الماء
ثالثا:تورث الصفات المكتسبة:
لقد تحدثت عن هذه الصفات الأربع (درجة الحرارة-المناعة-الجوع-تحمل الأمونيا) لأن هذه الصفات هي الأهم بالنسبة لمربي السمك ولأن إهمالها تؤدي إلى منظر السمك الطافي الذي يقطع قلب مربي السمك...بعد تطبيق تلك الأربع خطوات على الأسماك حديثة الولادة...عندما تكبر هذه الأسماك سيصبح عندنا جيل ذو تحمل فائق للظروف الصعبة..لكن كيف يمكن توريث هذه الصفات لتحقيق نظرية لامارك (الصفات المكتسبة تورث إلى الأجيال التالية)؟؟
نستخدم هنا نظرية الانتخاب الطبيعي التي تنص على أن البقاء للأقوى..ولا تخف لن تموت الأسماك..ولكن انتبه...!!! الخطوات القادمة تطبق فقط على الأسماك البالغة (3 أشهر) والتي قمت بتطبيق الخطوات الأربع السابقة عليها عندما كانت صغيرة...
1-ارفع درجة حرارة الحوض إلى 30 ولاحظ الأسماك التي اتقرت بقاع الحوض فقط..اخفض درجة الحرارة إلى 20 و لاحظ أيضا الأسماك التي استقرت بقاع الحوض...
2-ضع كمية من النباتات و دعها تطفو على سطح الماء و بعد يوم ستلاحظ أن بعض الأسماك قد قل نشاطها و البصض ظل كما هو..
3-جوع السمك لمدة يوم ستلاحظ أن بعض الأسماك ظل كما هو وبعضها استقر بالقاع..
4-لا تغير 1/3 الماء لمدة أسبوعين و ستلاحظ هياج بعض الأسماك و الباقي يظل كما هو..
الأسماك التي تأثرت برفع درجة الحرارة و خفضها و البكتيريا النباتية و التجويع و ارتفاع الأمونيا هي الأسماك التي لن تورث تلك الصفات المكتسبة...بينما الأسماك التي ظلت كما هي دون تأثــر هي الأسماك التي سوف تورث تلك الصفات الجميلة للأجيال القادمة...
وفي النهاية أرجو أن تكونوا استفدتم واستمتعتم و أتمنى لكم دوام العافية
(هذا الموضوع من تأليفي و كتابتي أرجو عدم النقل قبل الاستئذان حفاظا على تعبي)
دمتم سالميــــــن
__________________